الاثنين 29 ابريل 2024م - 20 شوال 1445 هـ

فن التربية والعناية بالخيل وإدارة إسطبلاتها

4 أبريل,2024

في عالمٍ مليءٍ بالأنواع المتنوعة من الحيوانات، تبرز الخيل  كمنحىً مميزًا لا يُغفل في عالم التربية والرعاية ولكن العناية بالخيل ليست مهمة بسيطة. فهي تتطلب جهدًا كبيرًا ومعرفة عميقة بمتطلباتها الخاصة والعوامل المؤثرة في صحتها وأدائها. وتأتي إدارة الإسطبلات كأساس لتلك العناية، حيث تعدُّ البيئة التي ترتقي بالخيل وتحافظ على سلامتها وتعزز قدراتها.

مساكن الخيل  هي الإسطبلات ومن التربية الصحيحة للخيل  يجب أن تتوفر الإسطبلات كافة الشروط الصحية. وعند بناء إسطبل للخيل يجب معرفة عدد الخيل المراد تربيتها والمبالغ المتوفرة ومساحة الأرض والغاية من التربية.

 وهناك أنواع مختلفة من إسطبلات التربية والتكاثر:-

الإسطبلات المغلقة :

تكون على شكل قاعات كبيرة مقسمة من الداخل إلى عدد من الغرف علي الجانبين وممر في الوسط ومزودة بشبابيك تهوية. وقد تكون التقسيمات من الداخل

متصلة الجدران إلى الأعلى وعلى ارتفاع (2-5م). أما مساوئ هذا النوع من الإسطبلات تكمن في صعوبة توفير الجو والحرارة المناسبة لخيل  التكاثر مما

يعرضها بسهولة لأمراض الجهاز التنفسي.

الإسطبلات المفتوحة: وتكون على شكل حرف L أو مربع يحتوي على غرف مربعة الشكل طول ضلع كل منها(360 سم) مزودة بمعلف ارتفاعه(80 سم) وعمقه(30سم) ومسقى ذاتي أو مسقى يبنى من الاسمنت ومع حنفية لتزويده بالماء. ولذلك يمكن أن تبنى غرف بعدد الخيل المراد تربيتها. ومن مساوئ هذا النوع من الإسطبلات هو إن الخيل فيها تكون عرضة للتقلبات الجوية والحشرات خاصة بالمناطق الحارة.

ويجب أن تتوفر الأمور المهمة الآتية عند بناء الإسطبل:

 – بناء الأسس بالاسمنت وذلك لمنع القوارض من الدخول خلال البناء.

 – وجود الأرضية الصلبة ويفضل من الاسمنت الحاوي على الأخاديد التي تمنع

تزحلق الجواد، مع ضرورة انحدار الأرضية لتسهيل تنظيفها.

 – تصريف المياه ومخلفات الخيول بنظام يسمح انسيابها إلى مخازن المياه القذرة.

– يجب تجنب وضع أي أدوات حادة أو مدببة داخل الإسطبل.

– ينبغي تقليل وجود العوارض قدر الإمكان.

– يجب ضبط شبابيك التهوية بحيث يكون ارتفاعها مترين إلى مترين ونصف.

– يجب تثبيت الإضاءة بعيدًا عن متناول الحيوانات وضمان توفير إضاءة كافية داخل الإسطبل.

– ينبغي وضع حلقات حديدية لربط الخيل.

– يجب أن تكون الأبواب الرئيسية بعرض مترين إلى مترين ونصف، ويفضل أن تفتح للخارج أو تكون بنظام الانزلاق.

العنايه بالخيل من أجل المحافظة علي صحة وقوة الخيل يجب إجراء الأتي :

الغرض الرئيسي من التضمير هو إزالة الأوساخ والقشور الجلدية المتراكمة على جلد الخيل، وكذلك تحفيز الغدد الدهنية لزيادة إفراز الدهون التي تضفي لمعانًا وقوة على جسم الخيل، مما يحميه من التغيرات الجوية ويعزز حمايته من الحرارة. يعزز التضمير أيضًا الدورة السطحية ويمنع الأمراض الجلدية عن طريق إزالة الطفيليات الجلدية وعدم السماح لها بالتكاثر. يجب استخدام فرشاة التضمير لتنظيف الجسم من الأتربة والقشور الجلدية، مع الحرص على عدم استخدام فرشاة حديدية لتنظيف الخيل لتجنب تهيج الجلد وفقدان الطبقة الدهنية الواقية.

ينبغي تنظيف جسم الخيل جيدًا بواسطة التضمير، مع التركيز على مناطق الفكين والرقبة وبين القائمتين وتحت الإبط وحول فتحة الشرج. بعد استخدام الفرشاة، يجب استخدام وسادة التلميع لمسح الجسم باتجاه نمو الشعر لإضفاء لمعان ووضوح، ويمكن التأكد من جودة التضمير عن طريق تمرير أصابع اليد باتجاه عكس نمو الشعر، حيث سيتجمع الأتربة على أطراف الأصابع في حالة التنظيف الجيد.

يجب تنظيف الخيل بالتضمير ثلاث مرات يوميًا: الأولى في الصباح قبل الركوب، والثانية بعد الركوب، والثالثة في المساء. وعند تنظيف الجسم، يجب تنظيف الحوافر جيدًا وإزالة جميع الأوساخ المتراكمة.

الغسل :

توفير الاستحمام للخيل يعزز نظافتها ويسهم في الحفاظ على منظرها الجميل ويمنع انتشار الأمراض الجلدية. يُنصح بغسل الخيل في الأجواء المعتدلة لتجنب تأثير تقلبات الطقس التي قد تؤدي إلى إصابتها بأمراض الجهاز التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، يُزيل الاستحمام المستمر جزءًا من الإفرازات الدهنية الضرورية لحماية جسم الخيل.

تتم طريقة الاستحمام عن طريق غمر جسم الخيل بالماء واستخدام الفرشاة لإيصال المياه إلى جذور الشعر، ثم يستخدم الماء الدافئ والصابون باستخدام الفرشاة أيضًا، وبعدها يزال الصابون بالشطف بالماء الدافئ ليُغسل بعد ذلك بالماء البارد لإغلاق مسامات الجلد والمساعدة على وقاية الخيل من البرد. يجفف جسم الخيل باستخدام مزيل العرق ثم المناشف، وأخيرًا يُقاد الخيل سيرًا لمدة خمس دقائق حتى يجف تماما.

قص الشعر :

يتساقط شعر الخيل بشكل طبيعي مرتين في السنة، وذلك في فصلي الربيع والخريف. ينمو بدلاً منه شعر جديد. يشترك الخيل مع الإنسان في عملية التعرق، وعندما يكون الشعر طويلاً والتعرق مستمراً أثناء العمل، فإن ذلك يزيد من فترة جفاف الخيل. يعرف أن الإهمال في تجفيف الخيل يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأمراض التنفسية، ولذلك يُنصح بقص الشعر للتحكم في طوله. يُفضل أن تتم هذه العملية مرتين في السنة، قبل بداية فصلي الصيف والشتاء، ويتم ذلك باستخدام الماكينات الكهربائية أو اليدوية.

تتنوع أنواع قص الشعر، منها القص الكلي وقص الصيد وقص الرقعة السرجية والقص القصير، بالإضافة إلى قص المعرفة والذيل.

تدفئة الخيل :

من الضروري توفير تدفئة الخيل وحمايتها من برد فصل الشتاء والرطوبة. يتم ذلك عن طريق استخدام الشل، وهو غطاء مصنوع من اللباد ومبطن بالصوف، يكفي لتغطية الظهر والجانبين ومقدم الكتف حتى الكفل، ويُثبت بأربطة لمنع انزلاقه. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم لفاف الإسطبل الصوفي أو القطني، الذي يُثبت على القوائم الأربعة لتدفئة الأطراف، خاصة الأمهار. يعتبر اللفاف أيضًا وسيلة لحماية الخيل من الجروح والإصابات أثناء عملية النقل.

الفراش :

أهمية استخدام الأفرشة للحفاظ على صحة الخيل. فهي تشجع الخيل على الرقاد، مما يسمح لها بأخذ الراحة الكافية ويقلل من تأثير البرد والرطوبة عند الرقاد، كما يقلل من الاحتكاك المباشر لجسم الخيل على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تقلل من اتساخ جسم الخيل. الأفرشة عادة ما تكون جافة ونظيفة وخالية من الأجسام الغريبة، كما تتوفر بأنواع متعددة. تتكون الأفرشة عادة من قش القمح والشعير والرز ونشارة الخشب، حيث يحتاج كل رأس خيل إلى فراش يحتوي على كمية مناسبة من هذه المواد .

أن العناية الجيدة بالخيل وإدارة الإسطبلات ليست مجرد واجب، بل هي رعاية مستمرة ومسؤولية كبيرة. ومن خلال توفير البيئة الصحية المناسبة وتوجيه العناية الشخصية والتدريب الفعال، يمكننا الاستمتاع بالخيل وتحقيق أعلى مستويات الأداء والرفاهية لهذه الكائنات الرائعة.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...