سر تآكل الأسنان للخيل ودور الأعلاف  والسموم في ذلك !

أسنان الخيل تعتبر جزءًا هامًا من الجهاز الهضمي وتؤثر على صحة الخيل بشكل عام وقدرته على استيعاب الطعام، حيث تتكون من ثلاث فئات رئيسية: الأسنان الأمامية، والأسنان الوسطى، والأسنان الخلفية. يمتلك الخيل ما يُعرف بالأسنان الدائمة، وتحتاج إلى استبدال أسنانها في سن صغيرة في عملية تُعرف بالتسنين. يمكن أن تكون هذه العملية طويلة وتستمر حتى سن الخامسة أو السادسة، وعمومًا يحدث تناقص في طول الأسنان مع مرور الوقت نتيجة لعملية المضغ والتآكل.

قد تواجه الخيل مشاكل في الأسنان مثل التشقق، التآكل، أو الفقدان، ويمكن أن تؤثر هذه المشاكل على راحتها وأدائها العام. للحفاظ على صحة الأسنان، يتطلب الأمر رعاية منتظمة، بما في ذلك تنظيف الأسنان وفحص دوري لتحديد أي مشكلة محتملة والتأكد من صحة الأسنان ومعالجة أي مشكلة مبكرًا لتقديم الرعاية المناسبة لكل خيل حسب ظروفه الفردية.

على الرغم من أن التسوس الذي يحدث في أسنان البشر ليس شائعًا في أسنان الخيل بنفس الطريقة، إلا أن هناك بعض المشاكل الصحية التي تؤثر على صحة أسنان الخيل. تعد الأعلاف الخشنة واحدة من العوامل التي قد تسبب التآكل الطبيعي لأسنان الخيل، حيث يتطلب المضغ القش الطويل والسميك مجهودًا ووقتًا طويلين، مما يؤدي إلى تآكل الأضراس مع مرور الزمن. تراكم مواد الطعام والترسبات السنية على سطح الأسنان يمكن أن يؤدي – إذا لم يتم التعامل معها بانتظام – إلى مشاكل صحية.

العيب الخلقي الفموي الأكثر شيوعاً عند الخيل هو فم الببغاء؛ حيث يكون الفك العلوي أطول نسبياً من الفك السفلي، وتنتج العديد من حالات نمو الأسنان غير الطبيعي عند التعرض للسموم أثناء الحمل، على الرغم من أن بعضها يكون وراثياً، وتظهر أحياناً أسنان إضافية (تعدد الأسنان)، مثل الصفوف المزدوجة من الأسنان القاطعة أو أسنان الخد الإضافية. ومن المحتمل أن تنشأ أسنان هشه سريعة التآكل.

عندما يتقدم تسوس الأسنان، غالبًا ما يكون من الضروري خلع السن، وعملية خلع سن الخيل هي إجراء جراحي يُنفَّذ في حالة وجود مشكلة خطيرة في السن يجب إزالتها. على سبيل المثال، إذا كان هناك تسوس شديد في السن أو وجود كسر كبير فيه يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا أو يعيق قدرة الخيل على المضغ بشكل طبيعي، أو في حالات العدوى الشديدة في السن التي قد تتطلب خلعه لمنع انتشار العدوى إلى مناطق أخرى. كما أن التشوه الهيكلي في السن قد يؤثر على قدرة الخيل على استخدام السن بشكل صحيح.

بسبب المشاكل التي يمكن أن تنجم عن الأسنان المفقودة في الخيل، يُلْحَظ غالبًا استخدام تقنيات الحفاظ على الأسنان. في بعض الحالات، يمكن الحفاظ على السن المتضررة عبر علاج قناة الجذر وتركيب تاج صناعي للحماية. يتضمن هذا الإجراء إزالة لب الأسنان المصابة واستبداله بمادة اصطناعية، مع حشو الفجوات لمنع تقدم التسوس. تُوجَّه توصية طبيب البيطري استنادًا إلى عمر الخيل ومدى الضرر، لتحديد أفضل مسار للعلاج.

غالباً ما تنشأ مشاكل في أسنان الخيل عندما يكبر الحيوان قليلاً. في سن الخمسة عشر عامًا، يمكن أن تظهر مشاكل في أسنان الخيل. عند مقارنة فم الخيل في سن متقدمة بفم الخيل في سن صغيرة، ستجد فرقًا كبيرًا، حيث تستمر أسنان الخيل في النمو طوال حياتها.

تتآكل الأسنان والضروس أثناء عملية المضغ عندما تصطدم ببعضها البعض. للأسف، هذا التآكل لا يحدث بشكل متساوٍ دائمًا. ونتيجة لذلك، يمكن أن تتطور حواف تسمى “الخطافات”. بسببها، يتوقف الضروس عن الانزلاق بسهولة فوق بعضها البعض، مما يؤدي إلى عدم القدرة على المضغ بشكل صحيح، وبالتالي فقدان الوزن بشكل تدريجي. قد ينشأ فراغات كبيرة بين الأسنان (فجوات)، مما يؤدي إلى علق الطعام فيها، وهذا قد يسبب الالتهابات. أحيانًا، يمكن أن تتساقط الأسنان، مما يتسبب في نمو الأسنان المقابلة بشكل مفرط.

هناك عدة علامات تدل على ضعف أسنان الخيل، ومن السهل ملاحظة الأسنان المتساقطة. ولكن عند فحص فم الخيل، يمكن رؤية الأسنان الأساسية بسهولة، وليس الضروس. يمكن أن تتفاوت حدة المشاكل التي يمكن أن تسببها أسنان الخيل بشكل كبير. لذلك، من الضروري جدًا فحص أسنان الخيل الأكبر سنًا مرتين على الأقل سنويًا بواسطة طبيب بيطري متخصص في طب الأسنان أو أخصائي معترف به.

قد يبدو الأمر كما لو أن الخيل تقضم الطعام طوال اليوم، بينما في الواقع فهي بالكاد تأكل أي شيء. إذا لم تتدخل، بصفتك مالك خيل، فإنك تخاطر بعدم حصول خيلك على ما يكفي من العناصر الغذائية. يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي خاص مع بدائل الخشنة في مثل هذه الحالة.

إذا لم يتم تغذية خيلك بشكل مركز، فمن الحكمة إضافة الفيتامينات والمعادن إليه، لأنه لا يستطيع الحصول عليها بشكل كافٍ من الخشنة. يمكنك القيام بذلك عن طريق تغذية ما يسمى بالموازن الصحية للتغذيه السليمة.