البهاق في الخيل وطرق علاجه

تعتبر الخيل من بين الكائنات الرائعة التي تشد الأنظار بجمالها وقوتها. ومن بين المشاكل الصحية التي قد تواجه الخيل يأتي “بهاق الخيل” كواحدة من الظواهر الملفتة التي تؤثر على جمالها وصحتها.

البرص او (البهاق) عند الخيل:

هو عبارة عن حالة تجميلية غير ضارة بالخيل ، تظهر على شكل بقع بيضاء فى الجلد والشفتين أو تجويف الفم ، او فى الوجه أو الأعضاء التناسلية او أي جزء من جلد الخيل يكون الشعر فيه رقيق .

واضطراب البهاق عند الخيل  يتسبب في فقدان بقع من الجلد والشعر لونها الطبيعي أو تصبغها، وعلى الرغم من أن هذه الحالة ليست مؤذية أو مهددة للحياة ولا تنتقل عبر الاتصال، إلا أنه قد يكون مثيرًا للقلق رؤية جلد الخيل  أو شعره يفقدان لونهما الطبيعي.

تتفاوت حالات البهاق بين الخيل ، حيث يمكن أن تتفاقم أو تتحسن بقع الفقدان للون مع مرور الوقت، وفي حالات نادرة، يمكن للجلد استعادة لونه الطبيعي بالكامل. ومع ذلك، في معظم الحالات، تنتشر بقع البهاق وتبقى دائمة دون استعادة لونها الأصلي.

تعتبر البهاق حالة غامضة المنشأ، حيث يظهر دون سبب محدد يمكن تحديده.

السبب الرئيسي لهذه الحالة هو  أن البهاق ينشأ نتيجة اضطراب في المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا الصباغية المسؤولة عن إنتاج صبغات الجلد والشعر. نقص صبغة الميلانين المسؤولة عن صبغة لون الجسم ، وقد يكون السبب وراثي .

وتشير بعض الدراسات الى ان نقص الفيتامينات والمعادن يمكن ان يسبب البرص ، (فيتامين B12 , D , والنحاس ) .

الأجسام المضادة: يتم الكشف في الخيل المصابة بالبهاق عن وجود أجسام مضادة تستهدف الخلايا الصباغية الخاصة بها، مما يدل على وجود اضطراب في المناعة الذاتية. هذه الأجسام المضادة تقوم عادة بتحديد الأجسام الغريبة لتدميرها، لكنها تستهدف بشكل خاطئ الخلايا الصحية في حالات البهاق.

العوامل الوراثية: هناك دلائل تشير إلى وجود توارث للإصابة بالبهاق، حيث تم تحديد بعض الجينات المرتبطة بظهور هذه الحالة في الخيول، خاصة الخيول ذات اللون الرمادي.

في الخيل الرمادية، يرتبط البهاق بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد المعروف بالميلانوما. تم رصد وجود صلة بين البهاق وتكون الأورام الميلانينية في الحيوانات الأخرى، مثل سنكلير الخنازير.

إذا كان خيلك  الرمادي مصابًا بالبهاق، يجب فحص جلده بانتظام للبحث عن الأورام الميلانينية. تظهر هذه الأورام عادةً على شكل زوائد سوداء، وغالبًا ما توجد تحت الذيل، أو بالقرب من فتحة الشرج، أو حول غمد الخصيات.

تلعب الميلانين دورًا مهمًا في حماية جلد الخيل  من أشعة الشمس فوق البنفسجية، والمناطق التي تفتقر إلى التصبغ تكون أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس.

ليست جميع البقع البيضاء التي قد تظهر على جلد الخيل نتيجة للبرص، بل يجب التمييز بين بقع البرص وبين البقع التي تظهر في منطقة السرج. فبعض البقع في هذه المنطقة قد تكون نتيجة للندوب الناتجة عن عدم ملائمة السرج للخيل، مما يؤدي إلى ضغط يسبب خللاً في تدفق الدم وتلف بصيلات الشعر.

بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر بقع أخرى ليس لها علاقة بالبرص، وتكون نتيجة لإصابات قديمة أو تعرض الخيل للبرودة الشديدة. كما يمكن أن تسبب حروق الشمس تشكل ندبات بيضاء على الجلد.

خطة العلاج تعتمد على اتباع الإرشادات التالية:

تزويد الخيل بفيتامين B12 وفيتامين D. منع تعرضه للشمس بعد الاصابة لان الشمس تؤدى الى زيادة انتشار البرص. تزويده بمعدن الزنك لأنه يدعم نظام المناعة ، والنحاس لأنه يحفز الخلايا الصبغية ويزيد من الميلانين ، و توفير كميات اضافية من النحاس ، بالإضافة الى اعطاء الخيل مكمل يحتوي على النحاس ، يجب أيضا تزويده بالمياه المعالجة بالنحاس ، ويتم الحصول على هذه المياه عن طريق وضع ماء شرب الخيل في أواني نحاسية لمدة ليلة واحدة وبعد مرور هذه الليلة يعطي الخيل هذا الماء لكى يشربه وبالتالي يتم تعزيز انتاج الميلانين.

 تقديم الجزر للخيل المصاب لأن الجزر يحتوى على مادة البيتاكاروتين وهى مادة مهمة جدا للجلد. تزويد الخيل بفيتامين C لإبطاء تلف الخلايا وتقليل تصبغات الجلد. استخدام الألوفيرا او هلام الصبار لعلاج البرص لأنه يحتوى على فيتامينات مضادة للأكسدة ومعادن ضرورية لدعم عودة الجلد للونه الطبيعي ولدعم نظام المناعة ، وذلك عن طريق دهن الهلام على اماكن الاصابة.

ومن الوصفات الشعبية لعلاج البرص: دهن مكان الاصابة بمغلي اوراق الغار ، وذلك بعد غلى اوراق الغار في الماء ثم اخد ماء الغار ودهن اماكن الاصابة به ، او الدهن بعصير الجرجير. الطريقة الثانية تتمثل فى خلط مطحون حب الرشاد بالخل او العسل ودهن مناطق الاصابة به يوميا .

يُشكل بهاق الخيل تحدياً لأصحاب الخيل ومربيها، حيث يتطلب التعامل معه فحصاً دقيقاً ورعاية مستمرة. من الضروري فهم العلامات المبكرة واللجوء إلى الخبراء البيطريين لتقديم العلاج المناسب. والعناية المناسبة والمتابعة الدورية، يمكن لأصحاب الخيل الحفاظ على جمال وصحة حيواناتهم المفضلة وضمان استمتاعهم بوقتهم معها دون القلق من مشاكل صحية مفاجئة.