الاثنين 29 ابريل 2024م - 20 شوال 1445 هـ

أهمية التغذية بالعلف العشبي لصحة وقوة الخيل

14 أبريل,2024

في عالم الخيل، يُعتبر العلف العشبي لها ما يشبه الوقود للسيارات؛ إذ يمنحها الطاقة والقوة اللازمة لأداء مختلف المهام والأنشطة. ومن المعروف أن كل جواد له احتياجاته الغذائية الخاصة التي تتأثر بعدد من العوامل، بما في ذلك العمر، ومستوى النشاط، والسلالة. لذا، يتطلب تغذية الخيل توجيهاً دقيقاً واختياراً محكماً لأنواع العلف العشبي المناسبة التي تلبي الاحتياجات.

التغذية العشبية للخيل تعتبر أساسية لصحة الجهاز الهضمي بشكل عام. إن عدم توفر كمية كافية من العلف العشبي قد يتسبب في آثار سلبية على صحة الخيل وقد يؤدي حتى إلى ظهور مشاكل مثل القرحة المعدية أو المغص.

العلف العشبي هو المكون الرئيسي الواجب تواجده في أي نظام غذائي للخيل، سواء كان عشب أو تبن أو هيلاج، كالبرسيم والرودس حيث أنّ إطعام الخيل من العلف العشبي الجاف بما لا يقل عن 1.5٪ من وزن جسمه يوميًا يساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء ويحد من حدوث مشاكل مثل المغص وقرحة المعدة.

بالنظر إلى العملية الهضمية، المضغ الجيد للعلف العشبي يعزز قوة الأسنان لدى الخيل ويزيد من إنتاج اللعاب الذي يحتوي على البيكربونات، وهي مواد تساعد في تحييد حموضة العصارة المعدية، بداية من الفم. كما أن تناول كمية كافية من العلف العشبي يحمي الجدار المخاطي للمعدة ويقلل من خطر الإصابة بالقرحة المعدية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي وجود العلف العشبي في المعدة إلى زيادة إنتاج الأماتون، مما يقلل من حموضة المعدة ويعمل كحاجز طبيعي لحماية الغشاء المخاطي الحساس.

يمكن للكثير من الخيل، وخاصة تلك المشاركة في الرياضات، أن تؤدي بشكل ممتاز باعتمادها على العلف العشبي بمفرده، وربما لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأعلاف الصلبة للحفاظ على أدائها المثالي حتى في فصل الشتاء. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن الاعتماد على العلف العشبي وحده، وخاصةً الأعلاف المحفوظة مثل التبن أو الهيلاج، قد لا يوفر للخيل الفيتامينات والمعادن الأساسية اللازمة. يمكن أن يؤدي نقص هذه المغذيات إلى مشاكل مثل فقدان اللمعان في الفراء وضعف الحوافر وزيادة عرضة الخيل للإصابة بالأمراض والأوبئة.

لا يوفر العلف العشبي للخيل مصدرًا مهمًا للعناصر الغذائية فحسب، بل يحافظ أيضًا على عمل جهازها الهضمي بفعالية. لذلك، يجب أن يكون اختيارك للأعلاف العشبية مهمة دقيقة. سيساعدك فهم القيمة الغذائية ودور العلف في التغذية على اتخاذ أفضل خيار لخيلك.

وتُعتبر الألياف أحد العناصر الأساسية في تركيبة العلف العشبي، حيث تتكون من هياكل ليفية تتطلب عملية التخمير لهضمها بواسطة الخيل. يتباين المحتوى الغذائي للأعلاف العشبية بشكل كبير، وذلك حسب درجة نضج العشب، وأنواعه، والظروف البيئية التي ينمو فيها، وحتى تركيبة التربة. لتحديد المستوى الغذائي للعلف العشبي، يُفضل أخذ عينات وتحليلها في معمل الاختبار.

العشب يحتوي على نسبة كبيرة من الماء، بينما يحتوي التبن، الذي يتم تجفيفه لمنع نمو العفن، على نسبة رطوبة أقل بكثير. يجب مراعاة هذا الأمر بعناية، حيث يحتوي السيلاج (العشب المقطوع مبكرًا) على نسبة رطوبة أعلى، مما يجعله خيارًا ممتازًا لتوفير الماء والألياف للخيل. بشكل عام، فأن تغذية السيلاج بنسبة تزيد مرة وربع عن التبن.

تتميز الأمعاء الغليظة في الجهاز الهضمي بكونها موطنًا لملايين الميكروبات، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والأوليات. تلعب هذه الميكروبات دورًا بارزًا في تخمير الهياكل الليفية المتواجدة في العلف العشبي، والتي لا يمكن هضمها بواسطة إنزيمات الأمعاء الدقيقة. نتيجة لهذا التخمير، يتم إنتاج الأحماض الدهنية المتطايرة التي يمكن للخيل استخدامها كمصدر للطاقة بشكل “بطيء الإطلاق”.

يُعتبر العلف العشبي خيارًا مثاليًا للخيل التي تحافظ على وزنها أو تبذل مجهودًا خفيفًا، إذ يوفر لها سعرات حرارية كافية. ومع ذلك، يجب ملاحظة أنه لا يُعتبر العلف العشبي وحده كافيًا للخيل التي تتطلب نسبة عالية من الطاقة. لذا، ينبغي إضافة أنواع أخرى من الأعلاف الصلبة للحفاظ على وزنها وصحتها بشكل ممتاز.

يُعتبر البروتين عنصرًا أساسيًا في تغذية الخيل، ويمكن أن يكون العلف العشبي مصدرًا جيدًا للبروتين. تتفاوت كمية البروتين في القش والتبن وفقًا لنوع ونضج العشب عند قطافه وفترة تخزينه. يُعتبر البرسيم الحجازي والبرسيم بشكل عام من أفضل أنواع العلف العشبي من حيث محتوى البروتين.

فيما يتعلق بالفيتامينات والمعادن، يُعتبر العلف العشبي مصدرًا جيدًا للفيتامينات مثل فيتامين أ وفيتامين هـ. ومع ذلك، عند قطف العشب وتحويله إلى قش، يمكن أن يحدث فقدان لغالبية هذه الفيتامينات، لذا، يُعتبر من الضروري توفير هذه الفيتامينات الأساسية للخيل من خلال الأعلاف الصلبة المكملة.

أما بالنسبة للمعادن، فإن العلف العشبي يحتوي على معادن مهمة مثل الكالسيوم والزنك والنحاس. ومع ذلك، يمكن أن تتباين كميات هذه المعادن بشكل كبير بين أنواع مختلفة من العلف العشبي. أظهرت الأبحاث أن حتى الأعلاف العشبية ذات الجودة العالية لا تقدم كميات كافية من هذه المعادن الأساسية، لذا، يجب توفير المعادن اللازمة للخيل من خلال الأعلاف الصلبة المكملة.

يجب أن ندرك أن تغذية الخيل ليست مجرد مسألة توفير الطعام، بل هي استثمار في صحة وأداء هذه المخلوقات الرائعة التي تعتبر شريكًا لنا في العديد من الأنشطة والرياضات. بناءً على العلم والبحوث، يظهر أن التوازن المثالي في تغذية الخيل يتطلب تقديم مزيج من العلف العشبي والأعلاف الصلبة المكملة لضمان حصولها على جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة قوية وأداء متميز.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...