السبت 11 اكتوبر 2025م - 18 ربيع الثاني 1447 هـ
مع دخول فصل الخريف، ينشغل معظم مالكي الخيول بالتحضير لفصل الشتاء والتحديات القاسية التي يجلبها معه، لكن كثيرًا ما يتم تجاهل أهمية الأعمال الزراعية الخاصة بالحظائر (paddocks) في فترة الخريف، الحفاظ على جودة الحقل الذي يخرج إليه الحصان مسؤولية مستمرة على مدار العام، وكل فصل له مشكلاته الخاصة.
في الشتاء، تتركز الجهود على تقليل الوحل عند المداخل وضمان تقديم التبن دون التأثير على نمو العشب، أما الأسابيع التي تسبق دخول الخريف فيبدو وكأنها فترة انتقالية غير واضحة، لكنها في الحقيقة تحمل أهمية كبيرة لضمان صحة المراعي على المدى الطويل.
المستوى الأمثل لطول العشب وكثافته، أمان الأسوار، والنظافة العامة للحقل، كلها معايير أساسية يسعى كل مالك حصان للحفاظ عليها، والخبر الجيد أن هناك مهام محددة يمكن القيام بها في الخريف لتعزيز صحة الحقل ليس فقط لهذا الموسم، بل طوال العام.
معروف عند جميع مربي المواشي أن أواخر الخريف وبداية الشتاء تجلب معها ظروفًا صعبة مثل قصر ساعات النهار وزيادة الطين والمستنقعات في الأرض، وفي الوقت ذاته، فإن الخريف المبكر بأجوائه المعتدلة وأمطاره الكثيرة يساهم في نمو سريع للأعشاب، وللأعشاب الضارة أيضًا.
لذلك، فإن استغلال ضوء النهار المتبقي والطقس المقبول للقيام بأعمال الحقل يعتبر قرارًا ذكيًا، وكما يقول أحد الخبراء: “كثيرون يتصلون بي في نوفمبر ويقولون: نحن غارقون في الطين، ماذا نفعل؟” والجواب دائمًا: لو بدأوا من الخريف، لوفّروا على أنفسهم الكثير من العناء.
يعد هذا الوقت مثاليًا لاستخدام أدوات الحراثة الخفيفة مثل السلاسل أو المشط الربيعي على الأرض، الهدف هو إزالة الأعشاب الضارة، العشب الميت، وبقايا المخلفات الحيوانية، ما يسمح بنمو جديد وصحي قبل دخول الشتاء.
كما أن هذه العملية تساعد على تفكيك الروث المتجمع في مناطق معينة من الحقل، مما يحفز نمو العشب بدلًا من تراكم الروائح والأمراض.
ملاحظة مهمة: إذا كانت مساحة الأرض واسعة والخيول قليلة، يمكن الاكتفاء بالتناوب بين الحقول، لكن في حال ازدادت أعداد الخيول مقارنة بالمساحة، يصبح جمع الروث وتنظيفه أمرًا ضروريًا لتفادي مشكلات في المراعي.
مع مرور الوقت، تُحدث أقدام الخيول أخاديد وحفر في الأرض، خصوصًا بعد فترات الوحل، هذه الأخاديد قد تبقى لسنوات إن لم تُعالج.
الدحرجة الخفيفة في أواخر الصيف أو بداية الخريف تساعد على تسوية الأرض، ما يجعل المشي عليها مريحًا ويعيد للسطح استواءه الطبيعي، والأفضل أن تتم هذه العملية بعد المطر عندما تكون الأرض طرية وقابلة للتشكيل.
من الأخطاء الشائعة أن صوت الطقطقة (tick) في الأسلاك الكهربائية طبيعي، بينما هو في الحقيقة إشارة على وجود خلل أو تسريب في التيار.
قد يكون السبب في انقطاع أحد الأسلاك المعدنية داخل الشريط، ما يقلل من قوة الصدمة الكهربائية ويجعل السياج أقل فعالية، الحل هو استبدال الجزء التالف باستخدام وصلات خاصة بدلاً من ربطه بعقدة.
كذلك، يُنصح بالتحقق من العشب أو النباتات التي تلامس الأسلاك؛ لأنها تسبب قصورًا كهربائيًا وتمنع السياج من أداء وظيفته.
قص الأعشاب الطويلة لا يحسّن منظر الحقل فقط، بل يساعد أيضًا على القضاء على دورة نمو الأعشاب الضارة، كما أنه يشجع الخيول على الرعي في المناطق التي تجنبتها بسبب الأعشاب الفاسدة أو المرّة.
ورغم أن البعض يلجأ إلى استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية، إلا أن الخبراء ينصحون بالاقتصار على الحلول الطبيعية متى ما أمكن، لأن الإفراط في الكيماويات قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
من الإجراءات الإضافية التي لا يجب إغفالها فحص تأريض السياج الكهربائي، يُفضل غرس عمود معدني مجلفن في الأرض بعمق يقارب المتر لضمان فعالية التيار.
كما يمكن استخدام جهاز اختبار صغير يقيس الفولتية على طول السياج، بالنسبة للخيول، الفولت المناسب يتراوح بين 3000 و9000 فولت، إذا كان التيار أقل من 2000 فولت، فلن يكون مؤثرًا بما يكفي.
الفكرة هنا أن القراءة يجب أن تكون قوية بالقرب من مصدر الطاقة، مع انخفاض تدريجي طبيعي عند الابتعاد، أما الهبوط المفاجئ في الفولتية فهو مؤشر على وجود عطل يحتاج إلى إصلاح.
إن الاعتناء بالحقل في الخريف ليس رفاهية بل استثمار طويل الأمد في صحة الخيول وسلامتها، من الحراثة والدحرجة إلى فحص الأسوار وقص الأعشاب، هذه الخطوات الخمس تضمن أن المراعي تبقى مكانًا آمنًا وصحيًا طوال العام.
إن البدء مبكرًا والاستفادة من الأجواء المعتدلة يوفر وقتًا وجهدًا كبيرًا في مواجهة معاناة الشتاء، وفي النهاية، الخيل كائن حساس يعتمد على صاحبه في توفير بيئة مناسبة، وكل جهد يُبذل اليوم سيعود بالفائدة مضاعفًا غدًا.
مقالات ذات صلة
لغة الفن
