الاربعاء 19 نوفمبر 2025م - 28 جمادي الأول 1447 هـ
بوابة الخيل

اعرف خيلك: دليلك لإنقاذ حياة حصانك في الدقائق الحرجة

بوابة الخيل
20 نوفمبر,2025

 

اعرف خيلك: دليلك لإنقاذ حياة حصانك في الدقائق الحرجة ليست كلّ البطولات تصنعها منصّات التتويج أو حلبة السباق.

أحيانًا، البطولة الحقيقية تولد في حظيرة هادئة عند منتصف الليل، حين ينهض المالك على صوت ارتباكٍ مفاجئ، يمدّ يده برفق، ويهمس في أذن حصانه: «أنا هنا… لن أتركك».

هذه هي الروح التي دعت إليها نيكولا جارفس، الطبيبة البيطرية الأولى في مؤسسة Redwings، خلال مؤتمر الرفق بالحيوان للجمعية البريطانية للخيول (BHS)، فرسالتها بسيطة وعميقة: «اعرف خيلك»

لأنك في اللحظات الأولى قبل وصول البيطري قد تكون الفرق بين الحياة والموت.

 التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبيرة

تؤكد نيكولا أن أول ما على المالك فعله هو منع التدهور حتى يصل الطبيب، هذا لا يعني القيام بتدخلات معقدة، بل الانتباه الذكي ومشاركة معلومات دقيقة.
اعرف «الطبيعي» عند خيلك:

  • معدل التنفّس وهو مسترخٍ. 
  • نبض قلبه المعتاد. 
  • لون اللثة حين يكون بصحة جيدة. 
  • درجة حرارته إذا كان قياسها آمنًا. 

هذه المؤشرات البسيطة تتحوّل إلى لغة إنقاذ حين تذكرها للطبيب عبر الهاتف، أحيانًا، تسارعٌ خفيف في الأنفاس أو شحوب في اللثة هو جرس إنذار لطارئ حقيقي، أنت من يسمعه أولًا.

السلامة أوّلًا، لك قبل خيلك

النية الطيبة قد تُعرّضك للخطر إن لم تكن يقظًا، تقول نيكولا: «اضغط زر الإيقاف» توقّف لحظة قبل الاقتراب.
الحصان المصاب أو المذعور غير متوقع، قد يركل أو يندفع دون وعي. لذلك:

  • ارتدِ خوذة وقفازات. 
  • استخدم حبال التدريب الطويلة (lunge lines) لتبقى على مسافة آمنة. 
  • اجعل شخصًا آخر يتولّى الاتصال بالبيطري، بينما تُهدّئ أنت المشهد.
    وتذكّر قاعدة ذهبية: تعامل مع حصانك كأنك تقابل حصانًا غريبًا لأول مرة، المساحة الأكثر أمانًا هي على امتداد ظهره، وتجنّب الرأس والأطراف في حالات الارتباك الشديد. 

إذا سقط أو أصيب بنوبة تشنج

لا تحاول سحبه للوقوف ولا ترفع رأسه بالقوّة، في هذه اللحظات، السكينة علاج.

  • وفّر له هدوءًا تامًا وخفّف الإضاءة والضجيج. 
  • إن حاول الجلوس، ادعمه ببالات قش. 
  • هيّئ تحته طبقة نشارة ناعمة غير زلِقة إن كان يحاول الوقوف.
    الهدف بسيط: منع الأذى الإضافي حتى يصل الطبيب. 

سيناريوهات طارئة، ماذا تفعل؟

التهاب العضلات غير النمطي (Atypical Myopathy)

الوقت هنا عدوّك، تصرّف بسرعة:

  • أدخل الحصان  وأي خيول أخرى معه إلى الإسطبل فورًا. 
  • لا يوجد علاج منزلي فعّال؛ لكن كل دقيقة يبقى فيها الحصان واقفًا تمنح البيطري فرصة أوسع للإنقاذ. 

حصانٌ عالق

سيحاول الحصان أن يخلّص نفسه أو سيتوقف فجأة وقد يبدأ بالأكل، لكن حالما يشعر ببارقة حرّية قد يندفع بعنف.

  • أمانك أولًا: خوذة، قفازات، حبال طويلة. 
  • أوقف الحماس وخطّط للحركة التالية. 
  • تواصل مع البيطري وأرسل صورًا/فيديو إن أمكن لتقييم أفضل.

المغص (Colic)

حالما تتواصل مع البيطري:

  • جهّز سِطلاً من الماء الدافئ. 
  • حضّر المقطورة أو تأكد من جاهزية سيارة النقل حتى لا تضيع منك دقائق لاحقًا. 
  • المشي الخفيف مسموح إن كان يهدّئه، لكن لا تُنهِكه. 
  • يمكن تركه يستلقي إن كانت الأرضية آمنة وغير زلِقة.
    تذكّر: هدفك تسكين الاضطراب لا معالجة السبب  هذا دور الطبيب. 

عرجٌ شديد لا يحتمل الوزن

قاعدة واضحة: لا تحرّك الحصان. أي خطوة قد تزيد الضرر.

  • إن رأيت جسمًا غريبًا مغروسًا في القدم أو الساق: لا تنزعه. 
  • ثبّت المنطقة المحيطة بضمادات لمنع تغلغله أكثر. 
  • ضمّد الساق السليمة لتقليل الضغط عليها حتى يصل الطبيب.

قبل أن يصل الطبيب، كن «عينه وأذنه»

التواصل الذكي يختصر زمن الإنقاذ:

  • قدّم وصفًا مختصرًا دقيقًا: التنفس، النبض، لون اللثة، السلوك. 
  • صف مكان وجودك وطريقة الوصول بسرعة. 
  • جهّز بطاقة تطعيم الحصان وأي أدوية يتناولها — الصورة الواضحة تُسرّع القرار. 
  • إن أمكن، أرسل مقطع فيديو قصير يوضّح الحركة/النوبة/التنفس. 

«بروتوكول هدوء» من ٦ خطوات

  1. أوقف  قيّم الخطر عليك وعليه. 
  2. أمّن  خوذة، قفازات، حبال طويلة، شخص يتصل. 
  3. هدّئ  خفّض الصوت والضوء، أبعد الفضوليين. 
  4. راقب  تنفّس، نبض، لون لثة، حرارة آمنة. 
  5. ادعم قش/نشارة، تثبيت بسيط، ماء دافئ عند الحاجة. 
  6. وثّق واتصل  أعطِ للطبيب معلومات واضحة ومحدّثة. 

رسالة نيكولا جارفس، بقلبٍ مفتوح

«لا نحتاج أن نصنع منكم أطباء بيطريين، بل حارسًا أمينًا يعرف خيله، الفارق بين حالة مستقرة وأخرى تتدهور قد يكون دقيقة هدوء، ومعلومة صحيحة تُقال في الوقت المناسب، اعرف خيلك، وستعرف كيف تحميه.

في النهاية: 

البطولة التي لا تُرى

البطولة في عالم الخيل ليست صخبًا، بل يقظة.
أن تعرف أنفاس خيلك حين ينام، ونبضه حين يركض، ولون لثته حين يبتسم بعينيه، أن تتقدّم بهدوء عندما ينهار الجميع، وأن تتذكّر أن أول علاج هو طمأنينةٌ تصل قبل أي إبرة.
في الدقائق التي تسبق وصول الطبيب، أنت الأمان الأول، واليد التي تمنع التدهور، والصوت الذي يُعيد ترتيب الفوضى.
اعرف خيلك، فربما كانت معرفتك هي أغلى دواء يصل في الوقت المناسب.

 

تابعونا على الانستجرام أضغط هنا

للمزيد من المقالات أضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقا

بوابة الخيل

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...