
أحيانًا، البطولة الحقيقية تولد في حظيرة هادئة عند منتصف الليل، حين ينهض المالك على صوت ارتباكٍ مفاجئ، يمدّ يده برفق، ويهمس في أذن حصانه: «أنا هنا… لن أتركك».
هذه هي الروح التي دعت إليها نيكولا جارفس، الطبيبة البيطرية الأولى في مؤسسة Redwings، خلال مؤتمر الرفق بالحيوان للجمعية البريطانية للخيول (BHS)، فرسالتها بسيطة وعميقة: «اعرف خيلك».
لأنك في اللحظات الأولى قبل وصول البيطري قد تكون الفرق بين الحياة والموت.
تؤكد نيكولا أن أول ما على المالك فعله هو منع التدهور حتى يصل الطبيب، هذا لا يعني القيام بتدخلات معقدة، بل الانتباه الذكي ومشاركة معلومات دقيقة.
اعرف «الطبيعي» عند خيلك:
هذه المؤشرات البسيطة تتحوّل إلى لغة إنقاذ حين تذكرها للطبيب عبر الهاتف، أحيانًا، تسارعٌ خفيف في الأنفاس أو شحوب في اللثة هو جرس إنذار لطارئ حقيقي، أنت من يسمعه أولًا.
النية الطيبة قد تُعرّضك للخطر إن لم تكن يقظًا، تقول نيكولا: «اضغط زر الإيقاف» توقّف لحظة قبل الاقتراب.
الحصان المصاب أو المذعور غير متوقع، قد يركل أو يندفع دون وعي. لذلك:
لا تحاول سحبه للوقوف ولا ترفع رأسه بالقوّة، في هذه اللحظات، السكينة علاج.
الوقت هنا عدوّك، تصرّف بسرعة:
سيحاول الحصان أن يخلّص نفسه أو سيتوقف فجأة وقد يبدأ بالأكل، لكن حالما يشعر ببارقة حرّية قد يندفع بعنف.
حالما تتواصل مع البيطري:
قاعدة واضحة: لا تحرّك الحصان. أي خطوة قد تزيد الضرر.
قبل أن يصل الطبيب، كن «عينه وأذنه»
التواصل الذكي يختصر زمن الإنقاذ:
«لا نحتاج أن نصنع منكم أطباء بيطريين، بل حارسًا أمينًا يعرف خيله، الفارق بين حالة مستقرة وأخرى تتدهور قد يكون دقيقة هدوء، ومعلومة صحيحة تُقال في الوقت المناسب، اعرف خيلك، وستعرف كيف تحميه.
البطولة في عالم الخيل ليست صخبًا، بل يقظة.
أن تعرف أنفاس خيلك حين ينام، ونبضه حين يركض، ولون لثته حين يبتسم بعينيه، أن تتقدّم بهدوء عندما ينهار الجميع، وأن تتذكّر أن أول علاج هو طمأنينةٌ تصل قبل أي إبرة.
في الدقائق التي تسبق وصول الطبيب، أنت الأمان الأول، واليد التي تمنع التدهور، والصوت الذي يُعيد ترتيب الفوضى.
اعرف خيلك، فربما كانت معرفتك هي أغلى دواء يصل في الوقت المناسب.