الاربعاء 05 نوفمبر 2025م - 14 جمادي الأول 1447 هـ
بوابة الخيل

5 أسباب تجعل حصانك يفتقر للطاقة، وكيف تساعده ليستعيد حيويته؟

بوابة الخيل
5 نوفمبر,2025

5 أسباب تجعل حصانك يفتقر للطاقة، وكيف تساعده ليستعيد حيويته؟

ليس غريبًا أن يؤدي الخمول أو التعب إلى ضعف الأداء أو السلوك غير المعتاد لدى الحصان، لكن المدهش أن السبب الحقيقي وراء ذلك قد لا يكون واضحًا أبدًا.
في هذا المقال، نلقي نظرة معمقة على أكثر الأسباب شيوعًا وراء انخفاض طاقة الخيول، من وجهة نظر الطبيبة البيطرية كارين كروغر (Karin Kruger MRCVS)، مع إضافات عملية ونصائح من تجارب خبراء الفروسية.

أولًا: البنية الجسدية غير المناسبة (Poor Conformation)

لكل حصان تركيب جسدي فريد،  شكل العضلات، زاوية الكتف، طول الظهر، وحتى طريقة الخطو، كل تفصيل من هذه التفاصيل يلعب دورًا في قدرته على الأداء.
عندما نحاول أن نُحمِّل الحصان أكثر مما تحتمل بنيته، نخلق خللاً في توازنه الجسدي والنفسي.
السؤال الذي يجب أن نسأله دائمًا:

“هل هذا الحصان مؤهل فعليًا ليؤدي ما أطلبه منه؟”

بعض الخيول بطبيعتها رياضية ونشيطة، وبعضها الآخر يحتاج وقتًا أطول وتدريبًا أهدأ، تجاهل هذا الفارق قد يجعل الحصان يبدو “كسولًا”، في حين أن المشكلة الحقيقية هي سوء التناسب بين قدرته الفعلية ومتطلبات العمل.

📍النصيحة:
راقب طريقة حركة الحصان، هل يميل إلى أحد الجانبين؟ هل يتعب بسرعة؟
تلك مؤشرات على أن البنية الجسدية تحتاج دعمًا وتمارين مخصصة.

 ثانيًا: المشكلات الخفية (Subclinical Problems)

أحيانًا تكون المشكلة “صامتة”، لا أعراض واضحة، لا عرج، ولا سلوك غريب. ومع ذلك، تجد أن الحصان فقد حماسه فجأة.
تُعرف هذه الحالات بالمشكلات تحت الإكلينيكية، وهي تلك التي لم تصل بعد إلى مرحلة المرض الكامل لكنها تؤثر على الأداء.

التشخيص عادةً يبدأ بتقييم شامل يشمل:

  • مراجعة تاريخ العمل والإصابات السابقة.
  • فحص جسدي وحركي (تروت أب، فحوصات دم، اختبار مجهود).
  • فحوص إضافية مثل المنظار المعدي أو فحص الشعب الهوائية أثناء الحركة، والأشعة السينية والموجات فوق الصوتية.

الهدف من كل ذلك ليس العثور على “مرض”، بل فهم كيف يتفاعل جسم الحصان مع الجهد، أين ينهك بسرعة؟ هل هناك التهابات خفيفة؟ هل الجهاز التنفسي يؤدي وظيفته بالكامل؟

📍النصيحة:
التشخيص المبكر ينقذ الكثير من الوقت والمال، لا تنتظر أن “يتعب” الحصان لتبحث عن السبب.

ثالثًا: اضطرابات في عمليات إنتاج الطاقة (Energy Metabolism Disorders)

الطاقة في جسم الحصان تُنتج عبر عملية دقيقة تعتمد على الجلوكوز والإنسولين.
في الحصان السليم، يُنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا ليتحول إلى وقود للحركة.
لكن لدى بعض الخيول خاصة المصابة بـ متلازمة التمثيل الغذائي (Equine Metabolic Syndrome – EMS)، تصبح الخلايا مقاومة للإنسولين، فلا تستطيع امتصاص الجلوكوز بشكل جيد.

النتيجة؟
رغم توفر الوقود في الدم، لا يستطيع الحصان استخدامه.
بدل أن يتحول الجلوكوز إلى طاقة أثناء التمرين، يُخزن في الجسم كدهون، فيبدو الحصان خاملاً ومتعبًا.

وهناك أيضًا اضطراب آخر يُعرف بـ اعتلال العضلات التخزيني (Polysaccharide Storage Myopathy – PSSM)، وهو خلل وراثي يجعل الجلوكوز يُخزن في العضلات بطريقة غير طبيعية.
أصحاب هذه الخيول يقولون غالبًا:

“بعد ربع ساعة تمرين، فجأة يوقف الحصان ويستسلم.”

السبب أن خلاياه العضلية “مقفولة” أمام الوقود.
الحل يأتي بتغذية خاصة قليلة النشويات وغنية بالدهون الصحية، مع برنامج تمارين تدريجي يعيد تدريب الجسم على استخدام الطاقة بكفاءة.

رابعًا: قرح المعدة (Stomach Ulcers)

واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا، وغالبًا الأقل ملاحظة.
تشير الدراسات إلى أن طول الخطوة لدى خيول السباق المصابة بقرح المعدة يقلّ بشكل ملحوظ،
وفي الخيول الرياضية، يسبب ألم المعدة ترددًا في استخدام عضلات البطن عند القفز أو التجميع أو الامتداد.

بمعنى آخر، الحصان لا “يتدلل”، بل يتجنب الألم.
القرح تجعل كل حركة داخلية في الجسم مؤلمة  فيأكل أقل، ويتحرك أقل، ويبدو “خاملاً”.

العلاج عادةً يحدث فرقًا كبيرًا، ليس فقط في الأداء بل في راحة الحصان النفسية.
مع علاج مناسب ومراقبة التغذية وتجنب فترات الصيام الطويلة،
تعود الطاقة تدريجيًا، وتعود الرغبة في العمل.

📍نصيحة: خذ الأمر بجدية، إذا لاحظت فقدان شهية أو تغيرًا في سلوك الحصان وقت السرج، فحص المعدة ضروري.

 

خامسًا: الربو الخفيف أو التهاب الرئة (Mild Asthma)

نعم، حتى الخيول يمكن أن تُصاب بالربو!
العديد من الخيول تعاني من التهابات رئوية خفيفة دون أن تظهر أعراض واضحة.
قد تسمع سعلة خفيفة في بداية التمرين، أو تشعر أن الحصان “ثقيل النفس” أكثر من المعتاد.

يتم التشخيص عادة عبر أخذ عينة من سوائل الرئة،
وبناءً على النتيجة، يمكن للطبيب البيطري وصف علاج دوائي وخطة إدارة للحد من الغبار أو العوامل المسببة.

التنفس هو مفتاح الطاقة —
وأي خلل في الجهاز التنفسي، حتى لو بسيط، يعني أن الجسم لا يحصل على كفايته من الأوكسجين،
فتقل القدرة على التحمل ويبدأ الإرهاق بالظهور بسرعة.

📍نصيحة: تأكد من تهوية الإسطبل جيدًا، واستخدم فرش خالي من الغبار، وقلل الأعلاف الجافة المفتتة.

 

 في الختام

الخيول مثلنا تمامًا، طاقتها تعكس صحتها الجسدية والنفسية.
وحين تشعر أن حصانك لم يعد “هو نفسه”، لا تفسر الأمر ككسل أو عناد، بل كإشارة ذكية تقول:

“في شيء داخل جسدي يحتاج انتباهك.”

التشخيص الدقيق، النظام الغذائي السليم، والاهتمام بالتوازن بين العمل والراحة،
كلها مفاتيح تعيد لحصانك شرارة الحياة التي يحبها. 

 

التعليقات

اترك تعليقا

بوابة الخيل

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...