سيلان اللعاب، أو ما يسمى أيضًا بتسمم السلافرامين، هو حالة مرضية تتميز بإفراز مفرط للعاب لدى الخيول. هذه الحالة غالبًا ما تحدث في نوبات تصيب عددًا من الخيول في وقت واحد، خصوصًا إذا كانت تتغذى على نفس العلف أو في نفس المرعى. تنتج هذه الحالة عن تناول خيول لأعلاف ملوثة بفطر ينمو على النباتات البقولية في بيئات رطبة.
السبب الأساسي هو استهلاك الحصان لأعلاف تحتوي على فطر يسمى Slafractonia leguminicola، والذي كان يعرف سابقًا باسم Rhizoctonia leguminicola. هذا الفطر ينتج مادة كيميائية تُعرف باسم السلافرامين، وهي مادة قلويدية سامة تؤثر على الغدد اللعابية لدى الحصان. بعد دخول السلافرامين إلى الجسم، يتحلل في الكبد ويتحول إلى مركب نشط يعرف بـ”6-كيتوامين”، الذي يحاكي الناقل العصبي “أستيل كولين”، مما يؤدي إلى تحفيز الغدد اللعابية لإفراز اللعاب بكميات مفرطة.
في بعض الحالات النادرة، قد تظهر أعراض إضافية مثل الإسهال، زيادة التبول، ضيق في التنفس، وقد تؤدي الجرعات العالية من السلافرامين إلى الإجهاض أو حتى الوفاة.
فطر S. leguminicola يصيب بالأساس الأعلاف البقولية، لا سيما في البيئات الرطبة، ومن أبرز هذه الأعلاف:
ويعد البرسيم الألسيكي من الأعلاف التي يجب تجنبها تمامًا مع الخيول، نظرًا لأنه قد يسبب حالات تسمم شديدة وحساسية للضوء قد تؤدي إلى الوفاة.
الفطر المسبب للمرض يتكاثر وينتشر عبر المحاصيل الرطبة، ويُحدث تغيرات واضحة على النباتات، أبرزها ظهور بقع سوداء أو رمادية أو محترقة على الأوراق والسيقان. هذا المرض يُعرف باسم البقعة السوداء، ويصيب البرسيم بشكل خاص.
الفطر قادر على البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة، حتى في التربة الباردة، حيث يمكنه امتصاص رطوبة الندى والنجاة خلال فصل الشتاء. يمكن أن تظل السمية نشطة في التبن المخزن لفترات تصل إلى عام تقريبًا.
تبدأ أعراض سيلان اللعاب بالظهور عادة خلال ساعتين إلى ست ساعات من استهلاك العلف الملوث. في معظم الحالات، يظل اللعاب المفرط هو العرض الوحيد، وتختفي الأعراض خلال 24 إلى 48 ساعة بعد إزالة العلف الملوث.
ومع ذلك، يجب استدعاء الطبيب البيطري فورًا في الحالات التالية:
من الصعب القضاء على فطر S. leguminicola بالكامل باستخدام مبيدات الفطريات، كما أن تلك المبيدات غالبًا ما تكون باهظة الثمن. جرى تجريب عدة أنواع من المبيدات مثل الثيرام والبينوميل منذ الخمسينيات، ولكن لم تُظهر فعالية كافية على المحاصيل. حتى الآن، لا توجد مبيدات فعالة معتمدة على نطاق واسع للقضاء على هذا الفطر دون الإضرار بالمحصول.
تُستخدم بعض الطرق الحديثة للتنبؤ بتفشي هذا المرض من خلال مراقبة العوامل المناخية والبيئية، خصوصًا نسبة الرطوبة، والتي تلعب دورًا كبيرًا في انتشاره.
متلازمة سيلان اللعاب لدى الخيول حالة مرضية تستحق الاهتمام واليقظة، لكنها في الغالب لا تكون خطيرة إذا تم التدخل السريع بإزالة مصدر التلوث. ومع ذلك، فإن تجاهل الأعراض أو التأخر في التعامل مع الحالة قد يؤدي إلى مضاعفات جسيمة، خاصة إذا كان الحصان يتعرض باستمرار لعلف ملوث.
إن الحفاظ على جودة العلف ونظافته، ومراقبة الحصان بانتظام، والتعاون المستمر مع الأطباء البيطريين، يُعد من الأساليب المثلى للوقاية من مثل هذه الحالات وضمان صحة الخيول وسلامتها.