تُعد صحة الجهاز التنفسي من الركائز الأساسية في رفاهية الخيول وأدائها، سواء في ميادين السباق أو في الأنشطة اليومية، ومع أن أمراض الجهاز التنفسي تُعد من أكثر المشاكل شيوعًا بعد العرج، إلا أن الكثير من ملاك الخيول لا يدركون العلامات المبكرة لها، أو يقللون من أهميتها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالسعال أثناء الإحماء أو الأداء الباهت أثناء التدريب.
في هذا المقال، نستعرض أهم المعلومات التي تساعدك على التعرف المبكر على أمراض الجهاز التنفسي لدى خيلك، وكيفية الوقاية منها، وأفضل الطرق لإدارتها بما يحافظ على صحة الحصان ويحسن من أدائه على المدى الطويل.
يشرح الدكتور ديفيد مارلين لماذا لا ينبغي للفرسان أن يفترضوا أن الحصان الذي يسعل أثناء الإحماء يتمتع بصحة جيدة.
في الخيول غير المدربة أو غير المؤهلة بدنيًا، يكون القلب هو العامل الأساسي المحدد لأداء التمارين، يليه العضلات، ومع تقدم التدريب، تتطور كفاءة القلب (كونه عضلة من نوع خاص) والعضلات، مما يجعل الحصان أكثر قدرة على تحمل التمارين.
لكن الجهاز التنفسي، على عكس القلب والعضلات، لا يتغير ولا يتحسن مع التدريب، ولهذا السبب يصبح الجهاز التنفسي هو القيد الأساسي على أداء التمارين في الخيول المدربة.
أظهرت العديد من الدراسات الاستقصائية أن أمراض الجهاز التنفسي تأتي في المرتبة الثانية بعد العرج كأكثر الأسباب التي تدفع المالكين لاستدعاء الطبيب البيطري، أو لعدم قدرة الخيول على التدريب أو المشاركة في المنافسات.
في دراسة أُجريت على 3000 حصان في ألمانيا، وُجد أن 420 حصانًا عانوا من أمراض الجهاز التنفسي خلال سنة واحدة، وفي دراسة أخرى أُجريت على خيول تمت إحالتها للفحص البيطري بسبب ضعف الأداء، تبيّن أن أربعة من كل خمسة خيول تعاني من أمراض تنفسية.
انسداد المجرى الهوائي المتكرر (RAO) والمعروف أيضًا بـ “الربو الخيلي” أو “الرياح المكسورة”، هو أكثر الأمراض التنفسية المزمنة شيوعًا في الخيول بالمملكة المتحدة، وغالبًا ما يصيب الخيول الأكبر سنًا، خصوصًا تلك التي تجاوزت الثامنة من العمر.
يمكن أن تكون ناتجة عن:
في الخيول الصغيرة، تكون أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن العدوى البكتيرية أكثر شيوعًا، بينما في الخيول الأكبر سنًا، تغلب أمراض الحساسية.
يمكن ملاحظتها بدون الحاجة إلى أدوات طبية مثل المنظار أو الفحوصات البيطرية المتقدمة، وتشمل:
قد يظهر على الحصان المصاب واحد أو أكثر من هذه الأعراض.
❗ من الخطأ الاعتقاد بأن الحصان صحي فقط لأنه لا يسعل؛ فالخيول أقل عرضة للسعال مقارنة بالبشر، حتى مع وجود أمراض تنفسية خطيرة.
ويُقال أحيانًا إن السعال أثناء الإحماء “طبيعي” لأنه مجرد تنظيف للحلق، وهذا اعتقاد خاطئ!
الحصان الذي يسعل عدة مرات أثناء الإحماء قد يكون يعاني من مرض تنفسي ويحتاج إلى فحص بيطري.
إلى جانب الأدوية التي يصفها الطبيب البيطري، أظهرت العديد من الدراسات أن المكملات الغذائية بجرعات عالية من مضادات الأكسدة قد تكون مفيدة في تقليل أعراض أمراض الجهاز التنفسي، كما في دراسة دييتون ومارلين وسميث وآخرين عام 2004.
✔️ احرص على جودة الهواء في بيئة الحصان، حيث أن الغبار، التهوية السيئة، وأبخرة الأمونيا يمكن أن تضر بصحة الجهاز التنفسي.
✔️ استخدم أعلافًا عالية الجودة خالية من الغبار، واختر الفراش بعناية.
✔️ أخرج الحصان من الاسطبل أثناء التنظيف لتجنب استنشاق الغبار.
✔️ التمارين المعتدلة والمنتظمة مفيدة للرئة، لكن التمارين المكثفة قد تزيد من خطر العدوى، خاصة عند الخيول الصغيرة.
رغم أهمية تمارين الإحماء، فإن السعال المتكرر أثناءها ليس أمرًا طبيعيًا ويجب عدم تجاهله.
الوقاية والرعاية المنتظمة، إلى جانب التدخل الطبي السريع عند ظهور الأعراض، يمكن أن تحمي حصانك من أمراض الجهاز التنفسي ويضمن له أداءً أفضل وصحة مستدامة.
في النهاية
إن العناية بصحة الجهاز التنفسي للخيول لا تقل أهمية عن العناية بنظامها الغذائي أو لياقتها البدنية.
الفهم المبكر لأعراض أمراض الجهاز التنفسي والتدخل السريع قد يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الحصان، سواء من حيث الأداء أو الراحة الجسدية.
لا تتجاهل العلامات البسيطة كالسعال أو صعوبة التنفس أثناء التمرين، فغالبًا ما تكون مؤشرًا على مشاكل أعمق تتطلب رعاية بيطرية مختصة.
تذكر دائمًا أن الوقاية تبدأ من بيئة نظيفة، وتغذية سليمة، وتمارين متوازنة، إلى جانب المتابعة الطبية الدورية؛ فحصانك يستحق أن يعيش بصحة وعافية تليق بنبله وقيمته.
تابعونا على الانستجرام أضغط هنا
للمزيد من المقالات أضغط هنا