
يُعد فطام المهر من أكثر المراحل توترًا بالنسبة للمربين، كما أنه من أكثر التجارب المجهدة في حياة الحصان نفسه، وبغض النظر عمّا إذا كنت تمتلك فرسًا واحدة أم تدير مزرعة كبيرة، فإن الطبيبة البيطرية والمتخصصة في رعاية المواليد سارة ستونهم MRCVS تشدد على أن الهدف الأساسي يجب أن يكون الوقاية من المشكلات، وليس علاجها بعد حدوثها.
توضح سارة قائلة:
“في الحياة البرية، يحدث الفطام تدريجيًا جدًا، عندما تضع الفرس مولودها الجديد، يبدأ المهر السابق بالانضمام إلى مجموعات من الخيول الصغيرة داخل القطيع.”
أما في الخيول المستأنسة، فالوضع مختلف، إذ غالبًا:
وهذا يفرض على المربي اتباع أسلوب مختلف للفطام، لكنه يجب أن يراعي تجنّب الضغط النفسي وتقليل المخاطر قدر الإمكان.
تشرح سارة أن الهدف الأساسي في تربية حصان أداء جيد هو تقليل مخاطر المشكلات التنموية، وهذا يتحقق من خلال إبقاء معدل النمو ثابتًا ومتوازنًا.
قبل الفطام، يجب أن يكون الجهاز الهضمي للمهر قد وصل لمرحلة نضج كافية تُمكّنه من التأقلم مع نظامه الغذائي الجديد.
ورغم أن المهور تُرى مبكرًا وهي تتناول:
إلا أن جهازها الهضمي يتغير جذريًا خلال الأشهر الأولى.
في البداية، يكون الجهاز الهضمي مصمّمًا لهضم الحليب، حيث تتم معظم عملية الهضم في الأمعاء الدقيقة، لكن مع مرور الوقت، يتحول المهر إلى مخمّر معوي خلفي يستخدم الأمعاء الغليظة والقولون لتخمير الألياف.
تضيف سارة:
“من المهم عدم المبالغة في تقديم العلف الصلب لأن ذلك قد يسبب مشاكل هضمية أو مشاكل مفصلية.”
وتوضح أن العديد من شركات الأعلاف تقدم:
للمساعدة في النمو، لكن يجب مراعاة الحالة الفردية لكل مهر؛ فالمهر السمين ليس كالمهر النحيف، ويجب أن يُدار كل واحدٍ بطريقة مختلفة.
كما توصي بمراقبة الطول والوزن قبل الفطام وبعده لضمان استمرار النمو بشكل متوازن. وتقدم شركات الأعلاف مخططات جاهزة لتسهيل المتابعة، لكن يجب دائمًا مراعاة:
تلعب الألياف دورًا مهمًا في تقليل مخاطر السلوكيات النمطية (Stereotypies)، مثل:
ويرى بعض الباحثين أن هذه السلوكيات قد تكون مرتبطة بقابلية وراثية، لكن الإجماع هو أن الضغط النفسي الناتج عن الفطام قد يكون محفزًا مهمًا.
لذا فإن توفير كميات جيدة من الألياف وبرنامجًا غذائيًا متوازنًا يقلل بشكل كبير من ظهور هذه السلوكيات في مرحلة الفطام وبعدها.
تشير بعض الدراسات المتعلقة بمهور الثوروبريد إلى أن القرار يجب أن يُبنى على الوزن أكثر من العمر، لكن سارة تقول إن معظم المربين يجدون العمر مؤشرًا أسهل وأكثر عملية.
وتوضح:
“عادة يُفطم المهر عند عمر ستة أشهر، في حالات خاصة، يمكن الفطام في عمر أربعة أشهر، لكن من الصعب جدًا الفطام قبل خمسة أشهر دون التأثير سلبًا على معدل النمو.”
ولمدة شهر كامل قبل الفطام، يجب أن يتعوّد المهر على تناول:
أفضل طريقة لتقديمه – حسب سارة – هي تقديمه في المرعى وليس في الإسطبل.
فإذا تناول المهر علفه من معلفة الفرس داخل الإسطبل، فلن يكون لديك أي سيطرة على:
بينما يوفر نظام “كريب فيد” في الحقل:
وهو الأكثر فاعلية والأقل إجهادًا.
عندما يحين وقت الفطام، تختلف الأساليب من مزرعة لأخرى، لكن سارة تؤكد أن المهر لا يجب أبدًا أن يُترك وحيدًا.
“الخيول حيوانات قطيعية، لا يجوز أن يُترك مهر مفطوم بمفرده، فهذا يؤثر على تطوره النفسي والاجتماعي بشكل كبير.”
إذا كان لدى المربي مهور متعددة، يصبح الأمر أسهل بكثير، حيث يُزال فرس واحد في كل مرة، وتُترك الفرسان الأكثر هدوءًا وآخرهن تُفطم تدريجيًا.
أما في حالة امتلاك فرس واحدة فقط، توصي سارة بـ:
هذا الأمر لا يساعد فقط في تهدئة المهر، بل يُعد جزءًا مهمًا من تطوره الاجتماعي الطبيعي.
تختلف ردود فعل المهور:
ومن المهم جدًا التأكد من:
يساعد ذلك أيضًا على سرعة جفاف ضرع الفرس ومنع التهابات الضرع.
تشدد سارة على أهمية تقليل الضغط، لأن:
“أي شيء يسبب توترًا للمهر يسبب توترًا لجهازه المناعي.”
الجهاز المناعي للمهور:
لذلك، يقلّل الفطام اللطيف والمنظم من فرص الإصابة بهذه الحالات.
بعض المربين يفضلون إخصاء الأمهار قبل الفطام، إذ يرى البعض أن المهر:
وتقول سارة:
“إذا كانت الخصيتان قد نزلتا، فقد يكون هذا خيارًا جيدًا. لكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب الانتظار إلى ما بعد الفطام بحيث يكون المهر قد استقر نفسيًا.”
الفطام خطوة كبيرة في حياة المهر، وقد تكون نقطة تحول في تطوره النفسي والجسدي.
لكن التخطيط المسبق يمكن أن يجعل العملية:
✔ أقل توترًا
✔ أكثر أمانًا
✔ وأكثر انسجامًا بين المهر والفرس
وكلما كان الفطام تدريجيًا ومدروسًا، كلما كانت النتائج أفضل على المدى القصير والطويل.