السبت 18 اكتوبر 2025م - 25 ربيع الثاني 1447 هـ
بوابة الخيل

إخراج الخيول: طوال اليوم، جزئيًا أم لا إطلاقًا؟ المزايا والعيوب

بوابة الخيل
16 أكتوبر,2025

إخراج الخيول: طوال اليوم، جزئيًا أم لا إطلاقًا؟ المزايا والعيوب

مع قدوم الأجواء الدافئة، يبدأ الكثير من مالكي الخيول في طرح سؤال مهم:
هل من الأفضل أن تبقى الخيول في الحقول طوال اليوم (٢٤/٧)، أم نصف الوقت، أم من الأفضل إبقاؤها في الإسطبل؟

هذا السؤال لا يقتصر على الصيف فقط، بل يعود بقوة مع اقتراب الشتاء أيضًا، فما بين الحرية الطبيعية للخيول في المراعي، والمخاطر الصحية أو السلوكية التي قد تترتب، يبقى القرار معقدًا ويحتاج لموازنة دقيقة، في السطور التالية نستعرض آراء الخبراء والهيئات الرسمية وبعض التجارب العملية لمالكي الخيول.

ما يقوله الأطباء البيطريون

الدكتورة كارين كومب (MRCVS) توضح أن إبقاء الحصان داخل الإسطبل في الشتاء يحمل مزايا لا يمكن إنكارها:

  • يبقى الحصان نظيفًا ومرتبًا.
  • يقل خطر الإصابات الناجمة عن الانزلاق في الطين أو قلة العشب.
  • يقل خطر فقدان الأحذية الحديدية أو الإصابة بمرض “حمّى الطين” أو الطفح الجلدي الناتج عن المطر والرطوبة.

لكنها تشير في المقابل إلى أن هذا الروتين ليس مثاليًا دائمًا:

  • الخيول داخل الإسطبل أكثر عرضة للسعال والتهابات الشعب الهوائية، خصوصًا إذا كانت التهوية ضعيفة أو الفراش والتبن مغبران.
  • الإسطبل هو غرفة نوم ودورة مياه في الوقت نفسه، مما قد يسبب ضيقًا أو توترًا نفسيًا للحصان.
  • الملل الناتج عن الحبس قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية مثل العض أو الضرب على الأبواب.

 

مشكلات صحية مرتبطة بالإسطبل

  • المغص (Colic): أكثر شيوعًا لدى الخيول في الإسطبل، خصوصًا الانسدادات المعوية إذا كانت الخيول تأكل من الفراش، الدراسات أظهرت أن حركة الأمعاء أقل بكثير في الخيول المحبوسة مقارنة بتلك التي ترعى بحرية.
  • اضطرابات العضلات: إذا حصل الحصان على غذاء غني وهو محبوس لفترات طويلة، قد يصبح عرضة لشد العضلات أو ما يعرف بـ “Tying up”.
  • خشونة المفاصل: الخيول المصابة بالتهاب المفاصل تزداد حالتها سوءًا مع قلة الحركة.

المخاطر المرتبطة بالخروج للمرعى

  • الخيول في المراعي أكثر عرضة للإصابات: سواء من ركلات الخيول الأخرى أو من الأسوار والأبواب.
  • في مواسم قلة العشب، تبحث الخيول عن الغذاء في التحويطات والشجيرات، مما يزيد خطر إصابات العين.
  • في الصيف، تصبح الحشرات مصدر إزعاج خطير، وقد تؤدي إلى حساسية جلدية أو مرض “Sweet itch”.
  • من ناحية أخرى، الطفيليات مثل عث الأرجل تكون أسوأ داخل الإسطبل.

التغذية والمخاطر الصحية

  • في المراعي الصيفية، قد تزداد أوزان الأحصنة الصغيرة (Ponies) بشكل مفرط، مما يرفع خطر الإصابة بالتهاب الحافر (Laminitis).
  • من الصعب مراقبة كميات الطعام والماء بدقة عند بقاء الحصان في المرعى طوال الوقت.
  • الديدان الطفيلية أكثر شيوعًا في الخيول التي تبقى على العشب.
  • هناك أمراض خطيرة مثل التسمم العضلي غير النمطي (Atypical Myopathy) الناتج عن تناول بذور الدلب، أو مرض Grass Sickness الذي يظهر غالبًا في الخيول التي ترعى باستمرار.

ما تقوله جمعية الخيول البريطانية (BHS)

مدير التثقيف في الرفق بالحيوان بالجمعية يؤكد أن الخيول حيوانات اجتماعية بالفطرة، وتفضّل العيش في مجموعات. ذلك يوفر لها:

  • الصحبة والدعم النفسي.
  • الشعور بالأمان ضمن القطيع.
  • فرصة للتنظيف المتبادل واللعب.

النقاط التي يجب الانتباه لها:

  • في الشتاء مع زيادة التغذية قد تزداد المنافسة والعدوانية، ما يتطلب مراقبة دقيقة لتجنب التنمّر بين الخيول.
  • الحمير بشكل خاص تحتاج صحبة دائمة، وقد تمرض إذا عُزلت.
  • بعض الحالات تستدعي إخراج الخيول منفردة، مثل الإصابات أو إعادة الدمج بعد فترة راحة داخلية، وهنا يُنصح باستخدام حقل مجاور للقطيع قبل إدخال الحصان إليهم.
  • في بعض الإسطبلات، يتم الفصل بين الذكور والإناث لتقليل المشكلات السلوكية عند موسم التزاوج، أما الفحول فعادةً ما تُربى بشكل منفرد لتفادي السلوك العدواني أو التزاوج غير المرغوب.

معضلة الخيول المنفردة

الإخراج الفردي يفتقد عنصر الصحبة، ما يحمّل المالك مسؤولية إضافية لتوفير بدائل، مثل استخدام الأقنعة الواقية من الذباب، أو البطانيات، لتعويض غياب الشريك الطبيعي في تنظيف الوجه أو طرد الحشرات.

 

ماذا يقول المالكون؟

  • كيت ريكاردز: تملك قطيعًا صغيرًا يعيش في المرعى طوال العام (٧ أفدنة)، ترى أن البقاء كقطيع طبيعي يضمن السعادة واللياقة الدائمة، ويساعد كبار السن على الحفاظ على مرونتهم.
  • جيسيكا دنفورد: تعتمد نظام “المضمار” (Track system) حيث تُجبر الخيول على الحركة الدائمة عبر توزيع الغذاء والماء في أماكن متباعدة، هذا يقلل من مشكلات مثل السمنة، القرحة أو التهاب المفاصل.
  • أليس بايج: وفرت مراعي دائمة لخيولها من مختلف الأعمار، مع ملاجئ طبيعية وصناعية. تقول إن خيولها غالبًا تفضل البقاء في الخارج حتى في المطر، ولا تلجأ للمأوى إلا في الظروف القاسية.

الخلاصة

القرار ليس واحدًا للجميع. لكل خيار مميزاته وعيوبه:

  • الإسطبل: نظافة وسهولة مراقبة، لكن مع مخاطر صحية مرتبطة بالملل وقلة الحركة.
  • المرعى الكامل: طبيعة أكثر حرية وحياة اجتماعية صحية، لكن مع زيادة خطر الإصابات والطفيليات والأمراض.
  • النظام الجزئي أو المدمج: قد يكون الأنسب، حيث يجمع بين فوائد الاثنين ويتيح المرونة في مواجهة الطقس والظروف الخاصة بكل حصان.

في النهاية، القاعدة الذهبية: عامل كل حصان كفردٍ مستقل، ووازن بين طبيعته واحتياجاته وظروف بيئته.

مقالات ذات صلة

تابعونا على الانستجرام أضغط هنا

للمزيد من الاخبار أضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقا

بوابة الخيل

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...